شيء عابر... نابلس تحت الاحتلال | فصل

«شيءٌ عابر... نابلس تحت الاحتلال (حزيران/ يونيو 1967 - آذار/ مارس 1969): مذكّرات ووثائق حمدي طاهر كنعان» (2023)

 

صدر عن «المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات» كتاب «شيء عابر... نابلس تحت الاحتلال (حزيران/ يونيو 1967 - آذار/ مارس 1969): مذكّرات ووثائق حمدي طاهر كنعان»، للباحث بلال محمّد شلش. ويشتمل هذا الكتاب على قسمين يتضمّنان ستّة فصول، وهو يقع في 696 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة جزءًا من مقدّمة الكتاب بإذن من الكاتب.

 


 

[1]

الزمان: السبت 2 تشرين الأوّل/أكتوبر 1918.

المكان: مدينة نابلس.

 

جلس عمر حسن زعيتر (1871-1924)، يحبّر رسالة إلى ولده عادل عمر زعيتر (1895-1957) الّذي انتقل إلى القاهرة لمواصلة دراسته فيها، وحين وقعت مدينة نابلس تحت الاحتلال الإنكليزيّ، كتب إلى والده الشيخ عمر مستفسرًا عن حال المدينة وأهلها، فكان ردّ الشيخ: "... كلّ أهل نابلس لم يحصل لهم شيء من الضرر، فالحمد لله على ذلك؛ [ففي صباح يوم الجمعة]، 20 أيلول (سبتمبر) 334 {20 أيلول (سبتمبر) 1918}[1]، أحسّت الحكومة والعسكريّة بالخطر على لواء نابلس، واعتمدوا على الانسحاب، وعندها طلبني المتصرّف، وأعطاني ورقة لاسمي مآلها حسب الإيجاب: "قد خرجتُ من قصبة نابلس، ووكّلتك في إدارة شؤون الحكومة إلى أن أعود، فيقتضي منك المحافظة على حقوق الأهالي"[2]، وعندها سافر هو والمأمورون عن طريق بيسان، وأخذ الجيش في الانسحاب، ومن المعلوم أنّ انسحاب الجيش، وترك البلدة بدون حكومة ولا نفر ضبطيّة ولا بوليس هو خطر عظيم، مهما كانت مدنيّة الأهالي.

بالحال رجعتُ لدار الحكومة، وطلبتُ المجلس البلديّ، وقرّرتُ تعيين ثلاثين بوليس، مع أربعة قومسيريّة {مشرفين}، ومدير بوليس، وستّين نفر جاندرمة {جنود}، مع قوماندان جاندرمة {قائد جند}، وقوماندان بلوك {قائد فوج}، ونبّهت عليهم كلّ التنبيه، وقسّمتهم إلى فرق وأقسام، يطوفون في البلد وفي الشوارع، وكنت ترى نابلس من أرقى البلاد انتظامًا، وفي صباح السبت انتشرت الدوريّات من جاندرمة وبوليس وجاويشيّة {رقباء}، وكلّ إنسان في مخزنه، وكلّ مَنْ سدّ مخزنه يدفع خمس ليرات، جزاءً نقديًّا، وفي الساعة الخامسة من ذلك النهار، أخذت المدفعيّة الّتي في جوار المكتب الإعداديّ تضرب المدافع على العدوّ، فأرسلتُ لها إخبارًا بأن تترك ضرب المدفع، لأنّ مدفعها يصيب القصبة والعسكر العثمانيّة الّتي في الجهة الجنوبيّة، فتُرِكَ الضرب، واجتمعت ألوف مؤلّفة - من غير مبالغة - {من} عموم نابلس والمهاجرين باب دار الحكومة، وأرسلتُ كام نفر {جندي} لخارج القصبة، يطلبون کام نفر من الإنكليز للتفاهم معهم، فحضر جماعة منهم، وعملنا لهم تحيّة، واستحضرتُ قوماندان السواري {قائد الفرسان} الإنكليزيّ، وتفاهمتُ معه أيضًا.

وفي الصباح، ثاني يوم، حضر جماعة من الأُمَرا، والضابطان الإنكليز لنابلس، وشاهدوا الانتظام وتمشية الأمور ودار الحكومة، فالقائد خاطبني: "أنت الحاكم المسؤول لدى الحكومة الإنكليزيّة، لبينما يأتي الحاكم، فإجراءاتك تكون مقبولة من طرف الدولة الإنكليزيّة". وأخذتُ في العمل، فعيّنتُ الشيخ نمر أفندي الداري رئيس محكمة، وبشير أفندي الشرابي مدّعي عموميّ، ونمر أفندي حمّاد مدير تحريرات، وشاكر أفندي الجوهريّ محاسبه جي {محاسبًا}، وفائق أفندي العنبتاوي مدير بوليس، وجميل أفندي کمال قوماندان جاندرمة، وجملة مأمورین، فالحمد لله على هذه الموفّقيّة. وبعد يومين ثلاثة، حضر سعادة الحاكم، وهو ميرالاي {أمير فيلق} أركان حرب، فقال لي: "إنّنا عمومًا ممنونون من إجراءاتك، ولم نرَ بلدة من البلاد الّتي احتلّيناها مثل نابلس، فنشكرك". وها نحن في أهمّ الأشغال في الليل والنهار، وفّقنا الله لمرضاته، والأحوال حسنة فالحمد لله على ذلك. كما قلتُ لكم، كلّ الناس بالصحّة والعافية، ونحن لا نشتغل في شيء من أمور التجارة، حيث الأحوال واقفة"[3].

 

[2]

الزمان: الثلاثاء 3 أيّار (مايو) 1948، المكان: مدينة يافا.

 

جلس يوسف مصطفى هيكل (1907-1989) في مكتب حاكم لواء اللدّ المستر {وليام فولر} {William V. Fuller (1907-?)}. بدأ فولر الاجتماع بالحديث عن أسفه لما حلّ في يافا، ولنزوح معظم السكّان عنها، ثم سأله إن كان ينوي البقاء في المدينة بعد الجلاء البريطانيّ عنها، يقول هيكل: "أجبتُ بأنّني سأغادر يافا إلى عمّان إلى حين"، ويضيف بأنّ فولر ردّ عليه: "لا أدري إن كان من الأنسب ليافا ولك شخصيًا أن تبقى فيها، لتسعى إلى تحسين الأوضاع عندما يدخلها اليهود بعد نهاية الانتداب"، فكان ردّ هيكل بسؤال: "ما هي الضمانات الّتي تضمن عدم احتلال اليهود للمدينة، وفي حال احتلالهم لها، ما هي الضمانات الّتي تضمن لنا عدم اعتداء اليهود على أحد من أهل يافا؟".

ردّ المستر فولر بعد قليل من التفكير: "لا توجد ضمانة غير كلمة شرف اليهود"، فردّ هيكل: "ومَنْ يضمن كلمة شرف اليهود؟"، فردّ فولر: "لا أحد، لكنّ اليهود يريدون أن يكونوا أمّة لها مكانتها بين الأمم المتمدّنة، وهم لذلك سيحافظون على كلمة شرفهم، لا يمسّون العرب بسوء، ولا يعتدون على أملاكهم، ولا يحرمونهم من حقوقهم. فإن لم يكن لليهود شيء فيما مضى، فهم يريدون شيئًا، وهذا وحده كافٍ لحفزهم على أن يسيروا مع قافلة المتمدّنين". انتهى النقاش بعد قناعة فولر أنّ هيكل لا يريد البقاء، فانتقل إلى موضوع آخر، إعلان المدينة كمدينة مفتوحة[4].

 

[3]

الزمان: 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1956.

المكان: مدينة خان يونس.

 

شرع عبد الرحمن محمّد الفرّا (1889-1969)، رئيس بلديّة خان يونس، في تدوين يوميّاته فكتب: "غارت الطائرات {الإسرائيليّة} على خان يونس خمس غارات متتالية، وضربت بالفيكرز والقنابل اليدويّة كثيرًا من الأماكن، فقضيت هذا اليوم في شوارع خان يونس لإسعاف القتلى والجرحى، وأخيرًا اجتمعت بالحاكم الإداريّ لخان يونس، والمشرف على {شؤون} اللاجئين الملازم أوّل عبد الغني مصطفى، ومفتّش البوليس الفلسطينيّ أحمد الزين، وقمنا جميعًا بإسعاف المصابين رغم الغارات المتواصلة على خان يونس. وفي آخر النهار توجّهنا إلى عيادة الحكومة، ولم {أرَ} من الأطبّاء إلّا الدكتور خيري أبو رمضان وزوجته الدكتورة دلال، ولقد أُغْمِي عليهما من كثرة ما قاما به من أعمال في إسعاف المصابين، بالاشتراك مع موظّفي العيادة، واستمرّ هذا العمل حتّى الساعة السابعة.

وتوجّهت بعد ذلك للبيت، بعد أن دعوت الحاكم والمشرف ومفتّش البوليس للمبيت في بيتي. وفعلًا، حضروا جميعهم للبيت، كذلك بعض أفراد البوليس، وبعض شباب اللّاجئين، وبعض سكّان الحارة وشباب العائلة. وفي منتصف هذه الليلة استمرّ القتال، وكانت المدفعيّة تضرب بشدّة من الجهة الشماليّة بخان يونس، وبعد حوالي ساعة من الزمن وقف الضرب، حيث ابتدأت الغارات الجوّيّة على المدينة ومواقع الجيش. وقرب الفجر، سُمِعَتْ الأسلحة الأوتوماتيكيّة والقنابل اليدويّة في شارعنا، حيث جرت معركة حامية الوطيس، واستمرّت حوالي ساعة، ولقد لاحت أنوار الفجر، فنظرت من شبّاك الدار، فوجدت أنّ جيش إسرائيل دخل خانيونس، وضرب على بيتي مدفعيّتين، هدم قسم من الدور الثالث وقسم من الدور الثاني، وحصل أضرار للبيت من جرّاء ذلك. ثمّ حضر ضابط إسرائيليّ وطلبني لمقابلة القائد، وسلّمته الحاكم والملازم والضابط أحمد الزين بناءً على رغبتهم، وهناك طلبت منه معامله الناس بأمان، وإقفال الدكاكين المفتوحة من الجيش، وعدم قتل الناس، وأشياء كثيرة {.....}"[5].

وفي يوم السبت، 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 1956، دوّن الفرّا: "عند الساعة السابعة صباحًا، ضُرِبَتْ على بيتي {قنبلتان} من مدفع هاون، فهدمت {قسمًا} من الطابق العلويّ والأوسط، ولولا إرادة الله لكنت ضحيّة القنبلة الثانية. كانت تأتي لنا الأخبار بواسطة السيّدات والبنات الصغار بأنّ الجنود يدخلون البيوت، ويأخذون الرجال إلى الساحات، ويطلقون عليهم الرصاص"[6].

ودوّن الفرّا يوم الخميس، 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 1956: "أُذيع على الناس بواسطة مكبّر الصوت أن يسلّموا جميع ما لديهم من أسلحة، ثمّ عُيِّن المسجد الكبير مكانًا لتسليم هذه الأسلحة، وذهبت للحاكم اليوم وطلبت منه إعادة فتح المسجد للعبادة، ولا سيّما غدًا بمناسبة يوم الجمعة، فرفض ذلك. حتّى هذا اليوم تسود المدينةَ موجةٌ من الإرهاب، إذ إنّ إطلاق الرصاص لا يهدأ من الأسلحة الأتوماتيكيّة أثناء الليل والنهار"[7]. ودوّن يوم الجمعة، 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1956: "قمت بدفن الموتى الّذين كانوا حتّى هذا اليوم بدون دفن في الشوارع والساحات العامّة، وكانت الأرقام تدلّ على وجود حوالي 400 قتيل، و600 جريح. خرجنا الساعة العاشرة، طُفْنا على بعض الموتى لدفنهم - الّذين لا يزالون في الشوارع - والبالغ عددهم حوالي ألف"[8].

 

[4]

الزمان: 7 آذار (مارس) 1957.

المكان: مدينة خان يونس.

 

جلس الفرّا ليدوّن يوميّاته من جديد فكَتَبَ: "في الصباح الباكر انسحبت اليهود أثناء الليل، ودخلت قوّات الطوارئ الدوليّة خان يونس، وعلى الإثر احتشدت الناس وقاموا بمظاهرات كبيرة، معلنين بذلك عن فرحتهم وسرورهم وتخلّصهم من اليهود، وكانوا يحملون الأعلام المصريّة والفلسطينيّة واللافتات الكبيرة وهم يهلّلون ويكبّرون ويهتفون للرئيس جمال عبد الناصر والقوميّة العربيّة. وقد حضر للمدينة كثير من الصحفيّين والمصوّرين، وشاهدوا احتفالات أبناء المدينة وفرحها.

أتيتُ البلديّة. اجتمع أعيان ومخاتير البلدة وأعضاء المجلس البلديّ، حيث قامت المظاهرات بالهتاف إلى جمال عبد الناصر ومصر والعروبة، وإسقاط ابن غورين والصهيونيّة والاستعمار"[9].

 

[5]

الزمان: صباح الأربعاء 7 حزيران (يونيو) 1967.

المكان: مدينة نابلس.

 

اقتحمت دبّابات «اللواء المدرّع 37» الإسرائيليّ بوّابة نابلس الشرقيّة، وبعد ساعات من الاشتباك مع شباب المدينة الّذين تمركزوا في جبلها أو تربّصوا في مقبرتها الشرقيّة، أوقعوا خسائر في قوّات اللواء، وفي غرب المدينة، في وادي التفّاح، كانت تحتدم معركة دبّابات أخرى لم تَدُمْ طويلًا، سقط فيها عدد من شهداء قوّات الجيش العربيّ الأردنيّ[10]، خلّدتهم المدينة في وقت لاحق. وبعد أسبوعين من هذا اليوم، أي في 22 حزيران (يونيو) 1967، حمل رسول من نابلس رسالة من حمدي كنعان رئيس البلديّة إلى صديقه في عمّان أكرم زعيتر، يبلغه فيها:

"أخي، لا شكّ أنّكم في لهفة لسماع أخبارنا. لقد كان دخولهم هادئًا إذا ما قيس بالتجارب السابقة، فلم يكن هناك تخريب يُذْكَر، وأمّا القتلى فيبلغون حوالى الثمانين، وأكثرهم من الشباب الّذين تسلّقوا الجبال لمقاومة لا تجدي، وآخرين ممَّنْ تسبّب هؤلاء في قتلهم ببيوتهم، وبعض أفراد من الجيش العربيّ الأردنيّ. لقد أجلوا أهالي طولكرم وجوارها وقلقيلية وجوارها عن قراهم، ومنهم مَنْ حضر بنفسه والباقي أحضره الجيش، وقذفوا بهم في البادان وعلى الطريق في بلاطة وعسكر ورفيديا وشوارع نابلس، بعد أن ضاقت بهم المدارس. وبعد أن قمنا بإعادة عدد لا بأس به من الناس، أمروا بتوقيف عمليّة النقل. من الضروريّ التركيز على هؤلاء وتدخّل «الصليب الأحمر». البلد تعاني كثيرًا من البطالة والجوع، وبإمكانهم أن يعملوا كلّ ما يخفّف من أثر الواقعة ويعيد الحياة لطبيعتها، ولكنّهم على ما يظهر يتقصّدون إهلاكنا. لقد قمنا بالواجب خير قيام، وتوفّقنا للخدمة إلى حدّ بعيد. سلامي للجميع"[11].

وفي 28 حزيران (يونيو) 1969، جلس حمدي طاهر كنعان (1909-1981) ينهي المسوّدة الأولى من مذكّراته الّتي ابتدأها بالحديث عن الأيّام الأولى لحرب حزيران (يونيو) 1967، واحتلال مدينته نابلس قبل عامين. دوّن كنعان أثناء حديثه عن يوميّات اليوم الثاني لاحتلال المدينة، يوم الخميس 8 حزيران (يونيو) 1967: "وكان الناس قد باتوا ليلتهم في رعب رهيب بانتظار ما يخبّئه الغد، متأثّرين بما عُرِفَ من المذابح الّتي جرت في غزّة وخانيونس سنة 1956، وما كاد السكّان يرونني في الصباح أتجوّل في سيّارتي من حين لآخر، مارًّا بأكثر الشوارع تقريبًا، حين كنت أجمع أعضاء البلديّة وموظّفيها، حتّى زاولهم الخوف وحلّت الطمأنينة في نفوسهم. وكان موقفًا مؤثّرًا حينما كان بعض الشبان يوقفوني مستفسرين إن كان من داعٍ للخوف، فكنت أطمئنهم وأشجّعهم بأن لا يخشوا شيئًا، وكان لهذا أثره الكبير في إعادة الطمأنينة إلى نفوس السكّان عامّة".

 

[6]

أزمنة وأمكنة متغيّرة، وإن كانت تجمعها بقعة جغرافيّة واحدة "كانتْ تُسمَّى فلسطين، صارتْ تُسمَّى فلسطين"[12]، وحدث واحد، هو هجمة استعماريّة تستهدف احتلال الأرض. ورغم اختلاف الأزمنة والأمكنة، إلّا أنّ هذه المشاهد - في ظلّ تقاطع الكثير من الظروف والسياقات بينها - أبرزت تجربة مستمرّة أثّرت في مسار الأحداث بشكل مباشر، كما يظهر في نصّ كنعان.

تباينت تفاعلات أهل فلسطين الّذين أُسْنِدَت إليهم مهمّة إدارة مدنهم المحلّيّة؛ فمنهم مَنْ تصدّر لمواجهة المشهد فأسّس حكومة محلّيّة تدير شؤون مدينته إلى حين، ومنهم مَنْ قرّر الانسحاب - وإن سعى لاحقًا إلى العودة - لغياب الأفق وفقدان الجدوى والخوف من المجهول، ومنهم مَنْ آمن بضرورة العمل لحفظ مدينته، مجدِّدًا شعار عبد المطّلب لأبرهة "إنّي أنا ربّ الإبل، وإنّ للبيت ربًّا سيمنعه"[13]. فاعتنى بشؤون المدينة، وسعى لتحقيق مطالبها الآنيّة، وتعزيز صمودها إلى حين.

وكما سيظهر، يقدّم نصّ كنعان تذكّرًا تفصيليًّا يمكن أن يسهم في قراءة مقارنة للتجارب السابقة، لكن قبل "تذكّر كنعان"، تحاول هذه المقدّمة استباق التحقيق وذيوله بتقديم سيرة اجتماعيّة اقتصاديّة سياسيّة لصاحب التوثيق الأخير، حمدي طاهر كنعان، سيرة تتقاطع مع سيرة مدينته، من خلال قراءة اعتمدت على مصادر أوّليّة محلّيّة، وأخرى قدّمتها أراشيف وأدبيّات مختلفة.

 


إحالات

[1] وضعت بيان الحوت التاريخ الميلاديّ الموافق 2 أيلول (سبتمبر) 1334 رومي، 3 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1918، وهذا غير دقيق، إذ يوافق هذا التاريخ الروميّ الجمعة 20 أيلول (سبتمبر) 1918 ميلادي، ويتّفق التاريخ الأخير مع التأريخ العسكريّ لمعركة احتلال المدينة، إذ كان احتلالها صباح 21 أيلول (سبتمبر) 1918. تجدر الإشارة إلى أنّ تعديلات الباحث على النصوص المقتبسة في هذه المقدّمات والمحقَّقة سابقًا ستكون ضمن الأقواس { }، تمييزًا لها عن تعديلات المحرّرين/المحقّقين الأصليّين الّتي تكون بين المعكوفين [ ].

[2] جاء في نصّ الورقة الأصليّة الّتي خطّها متصرّف نابلس فائق أوزتراك، وحفظها أكرم عمر زعيتر في أوراقه ما ترجمته: "به [بسم الله الرحمن الرحيم] إلى وكيل رئيس بلديّة نابلس الشيخ عمر زعيتر أفندي، أوجبتني الظروف لفراق المدينة، فأرجو منكم سيّدي إجراء معاملات الحكومة بالوكالة، والحفاظ على حقوق الأهالي إلى حين عودتي".

[3] "رسالة من رئيس بلديّة نابلس، الشيخ عمر زعيتر، عن أوضاع المدينة في أثر انسحاب الجيش العثمانيّ"، بتاريخ 2 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1918، وردت في: بيان نويهض الحوت (إعداد)، وثائق الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة 1918-1939 من أوراق أكرم زعيتر، ط 2 (بيروت: مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، 1984)، ص 3-4. تذكر بيان الحوت أنّ ما يقابل التاريخ الرومي الموافق 2 تشرين الأوّل [1334] رومي، هو 15 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1918 ميلادي، وهذا غير دقيق، إذ يوافق هذا التاريخ الرومي السبت 2 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1918 ميلادي.

[4] تفاصيل النقاش، كما عرضها هيكل، وردت في نصّه "يافا في سنواتها الأخيرة"، في: امتياز دياب (إشراف)، يافا عطر مدينة، مراجعة وتقديم هشام شرابي (بيروت: دار الفتى العربيّ؛ الناصرة: مركز يافا للأبحاث، 1991)، ص 54.

[5] سليم عرفات المبيض (إعداد)، يوميّات المجاهد عبد الرحمن الفرّا رئيس بلديّة خان يونس (1936-1962)، ج 4: 1956-1962 (غزّة: مكتبة ومطبعة دار الأرقم، 2012)، ص 119.

[6] مرجع سابق، ص 120.

[7] مرجع سابق، ص 123-124.

[8] مرجع سابق، ص 124.

[9] مرجع سابق، ص 236.

[10] من أبرزهم الشهداء الّذين وُثّقوا في النصب التذكاريّ المقام من بلديّة نابلس، وهم: صالح عبد الله الشويعر، سليمان عطيّة الشخانبة، صياح عوّاد، راشد موسى نمر العظامات.

[11] "رسالة حمدي كنعان إلى أكرم زعيتر"، 22/6/1967، وثيقة مخطوطة محفوظة في أرشيف ذاكرة فلسطين، المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

[12] محمود درويش، الأعمال الأولى 3 (بيروت: رياض الريّس، 2005)، ص 111.

[13] عبد الملك بن هشام، السيرة النبويّة، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، مج 1، ط 2 (القاهرة: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1955)، ص 50. ويُنظر تعقيب سليم عرفات المبيض على فعل رئيس بلديّة خان يونس الفرا في: سليم عرفات المبيض (إعداد)، يوميّات المجاهد عبد الرحمن محمّد الفرّا "أبو أسعد" رئيس بلديّة خان يونس (1936-1962) ج 4: 1956-1962 (غزّة: مكتبة ومطبعة دار الأرقم، 2012)، ص 122.

 


 

بلال شلش

 

 

باحث في تاريخ المقاومة الفلسطينيّة المسلّحة، وطالب في برنامج دكتوراه العلوم الاجتماعيّة في «جامعة بير زيت».